لقد هتك العبد الطرماح ستره (المتنبى)

::: لقد هتك العبد الطرماح ستره :::


وَأصْلى بِنَارٍ قَوْمَهُ فَتَصَلَّتِ *** لَقَدْ هَتَكَ العَبْدُ الطِّرِمّاحُ سِترَهُ،


وُجُوهُ خَنَازِيرٍ عَلى النّارِ مُلّتِ *** سَعيراً شَوَتْ مِنُهُمْ وُجوهاً كأنّهَا

ولَكِنْ عَجُوزٌ أخْبَثَتْ وَأقَلّتِ *** فَما أنْجَبَتْ أُمَّ العِلافيّ طَيّءٌ،

مُقارِنَها في حَيْثُ بَاتَتْ وَظَلّتِ *** وَجَدْنَا قِلادَ اللّؤمِ حِلْفاً لِطَيّءٍ

إذا مَا تَمِيمٌ بِالسّيُوفِ اسْتَظَلّتِ *** وَمَا مَنَعَتْنَا دارَهَا مِنْ قَبيلَةٍ،

لأكْرَمِ آبَاء مِنَ الناس أدّت *** بَني مُحْصَنَاتٍ مِنْ تَمِيم نَجيبَةٍ

لَمَا سَجَدَتْ لله يَوْماً وَصَلّتِ *** وَلَوْلا حِذَارٌ أنْ تُقَتَّلَ طَيّءٌ

سِرَاعاً بهَا جَمْزاً إذا هي أُهِلّتِ *** نَصَارَى وَأنْبَاطٌ يُؤدّونَ جِزْيَةً

وَلاقَوْا قَنَاتي صُلْبَةً فَاستَمرّتِ *** سَقَتْهُمْ زُعافَ السّمّ حَتى تذَبْذبوا،

وَأخْبَثُ أسْرَارٍ إذا هي أسَرّتِ *** تُعَالِنُ بالسّوْءاتِ نِسْوَانُ طَيّءٍ،

إذا وَرِمَتْ ألغادُها وَاشْمَخَرّتِ *** لهَا جَبْهَةٌ كالفِهْرِ يُندي إطَارُهَا،

وَما لَقِيَتْ مِنّا عُمَانُ وَذَلّتِ *** أتَذكُرُ شَأنَ الأزْدِ؟ ما أنتَ مِنهُمُ،

وَقَدْ سُبِيَتْ نِسَوانُهمْ وَاستُحِلّتِ *** قَتَلْناهُمُ حَتى أبَرْنَا شَرِيدَهُمْ،

شَهِيراً، وَقتلى الأزْدِ بالقاعِ جُرّتِ *** نَسِيتُمْ بِقَنْدابيلَ يَوْماً مُذَكَّراً

إلى الشّامِ مِنْ أقصَى العِراقِ تدَلّتِ *** حَمَلّنا على جُرْدِ البِغالِ رُؤوسَهُمْ

إذا الحَرْبُ عن رُوقٍ قَوَارحَ فُرّتِ *** وَكَمْ مِنْ رَئيسٍ قَد قَتلناهُ رَاغِماً

وَضَعْنَا بِهِ أقْدَامَنَا فَاسْتَقَرّتِ *** بمُعترَكٍ ضَنْكٍ بِهِ قِصَدُ القَنَا،

عَلَيْهِمْ رَحَانَا بِالمَنَايَا اسْتَحَرّتِ *** تَرَكْنَا بِهِ عِنْدَ اللّقَاءِ مَلاحِماً،

إلَيْنَا وَمُعْطٍ جِزْيَةً حِينَ حَلّتِ *** فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مَنْ يؤدّي زَكَاتَهُ

على طيءٍ في دارها لاستظلت *** ولو أن عصفوراً يمُدُّ جناحه

ذبيحة طائيٍّ لمن حج حلت *** سألت حجيج المسلمين فلم أجد

وَلا وُجدَتْ في مسجد الدّينِ صَلّتِ *** وَمَا بَرِئَتْ طَائِيّةٌ مِنْ خِتانِها،