Admin Admin
الهواية : الهواية : الهواية : علم الدولة والجنسية : ص * المهنة : عدد المساهمات : 97 نقاط : 827 السٌّمعَة : 3 تاريخ الميلاد : 19/08/1995 تاريخ التسجيل : 30/11/2009 العمر : 29 الموقع : https://el00m.yoo7.com العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: اعراب سورة البقرة من الآية 31الى 62 الخميس ديسمبر 03, 2009 8:24 pm | |
| اعراب سورة البقرة من الآية( 31 : 62 )
{وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ }
{وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا..} [31] "آدم" و "ٱلأَسْمَآءَ" مفعولان لعلم. وآدم لا ينصرف في المعرفة باجماع النحويين لانه على أفْعَل وهو معرفة، ولا يَمْتنِعُ شيء من الصرف عند البصريين إلاّ بِعلّتينِ فإن نكّرتَ آدم وليس بنعت لم يصرفه الخليل وسيبويه وصَرَفَهُ الاخفش سعيد لانه إنّما مَنَعهُ من الصرف لانه كان نعتًا وهو على وزن الفعل فاذا لم يكن نعتًا صرفه. قال أبو اسحاق: القول قول سيبويه لا يفرق بين النعت وغيره لانه هو ذاك بعينه، وجمع آدم اذا كان صفة أَدْمٌ فان لم يكن نعتًا فجمعه آدَمون وأوادم وهكذا الباب كله. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا "عَرَضَهُمْ" في الكتاب الذي قبل هذا. {فَقَالَ أَنْبِئُونِي} ألف قطع لأنها من أنبأ يُنبِىءُ فإن خَفَّفْتَ الهمزة قلتَ أنبِئُوني بين بين فان جعلتها مبدلة قلت أنْبوني مثل اعطُوني {بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ} "بِأَسْمَآءِ" مخفوض بالباء و "هَـٰؤُلاۤءِ" في موضع مخفوض بالاضافة الاّ أنه مبني على الكسر لالتقاء الساكنين وهو مبني مثل هَذا وفيه وجوه اذا مَدَدْتَهُ وانْ شئتَ خَفّفْتَ الهمزة الثانية وحَققتَ الاولى. وهو أجود الوجوه عند الخليل وسيبويه. وهي قراءة نافع فقلتَ {هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ولا يجوز غير هذا في قول من خَفّف الثانية والدليل على هذا انّهم أجْمَعُوا على القراءة في قوله جل وعز {من النساءِ إلاّ ما قد سَلَفَ} على وجه واحد عن نافع ولا فرق بينهما، وان شئت خَفَّفْتَ الاولى وحَقّقت الثانية فقلت "هؤلااِن كنتم"، وإن شئتَ حقّقتَهما جميعاً فقلت "هؤلاءاِنْ"، وان شئتِ خَفّفتهما، وان شئت خففت الاولى فقلت "هؤلا إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ" وهو مذهب أبي عمرو بن العلاء في الهمزتين إذا اتفقتا. وتميم وبعض أسد وقيسَ يقْصُرُونَ "هَؤلا" فعلى لغتهم "هاؤلا إِن كُنْتُمْ" وقال الاعشى: هَؤُلا ثمَّ هَؤلا كلاّ اعْطَيـْ * ـتَ نِعالاً مَحْذُوّةً بِمثالِ ومن العرب من يقول: "هَؤلاَ" فيحذف الالف والهمزة {اِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} "كُنْتُمْ" في موضع جزم بالشرط وما قبله في موضع جوابه عند سيبويه، وعند أبي العباس الجواب محذوف، والمعنى انْ كنتم صادقين فأنبئوني. قال أبو عبَيدٍ: وزعم بعض المُفسِرين أنّ "انْ" بمعنى "اذْ"، وهذا خطأ انما هي "أنْ" المفتوحةَ التي تكون بمعنى "اذْ" فأمّا هذه فهي بمعنى شرط.
{ قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ }
{قَالُواْ سُبْحَانَكَ..} [32] منصوب على المصدر عند الخليل. وسيبويه، يؤدي عن معنى نُسَبِّحكَ سبحانك تسبيحًا، وقال الكسائي: هو منصوب لأنه لم يُوصَف قال: ويكون منصوباً على أنه نداء مضاف {لاَ عِلْمَ لَنَآ} مثل "لا رَيْبَ فيه" ويجوز "لا عِلمٌ لنا" يجعل "لا" بمعنى ليس المعنى ليس {إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ} "مَا" في موضع رفع كما تقول "لا الاه إلاّ الله" وخبر التبرية/ 9/ أ كخبر الابتداء، ويجوز النصب إذا تَمَّ الكلام على أصل الاستثناء {إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ} "أَنْتَ" في موضع نصب توكيداً للكاف. وانْ شئتَ كانت رفعاً بالابتداء، والعليم خبره، والجملة خبر انّ، وانْ شئتَ كانت فاصلة لا موضع لها، والكوفيون يقولونَ عمادُ الالفِ واللام في موضع رفع، {ٱلْحَكِيمُ} من نعت العليم.
{ قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }
{قَالَ يَآءَادَمُ..} [33] نداء مفرد {أَنبِئْهُمْ} حذفت الضمة من الهمزة لانه أمر وانْ خَفّفْتَ الهمزة قلتَ: أنْبِيْهمْ كما قلتَ: ذِيْب وبيْرِ وان أبدلتَ منها قلت: أنْبِهمْ كما قَالَ زُهَيْرٌ: جَرِيء مَتَى يَظْلِمْ يُعَاقِبِ بِظُلْمِهِ * سَرِيعًا وان لاَ يُبْدَ بالظُّلْمِ يَظْلِمِ {بِأَسْمَآئِهِمْ} خفض بالباء {فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ} وان خَفّفتَ جَعلتَها بين الهمزة والالف، وانْ أبدلْت قلت "أنباهم" بألف خالصة. {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ} الاصل: أقول ألقِيَت حركة الواو على القاف فانضمت القاف وحُذِفَتِ الواو لسكونها وسكون اللام وأسكِنَت اللام للجزم. {إِنِيۤ} كَسَرتَ الالف لان ما بعد القول مبتدأ، وزعم سيبويه أن من العرب من يُجْري القول مجْرَى الظن وهي حكاية ابي الخطاب فعلى هذا "أنِيۤ أَعْلَمُ". قال الكسائي: رأيتُ العرب اذا لَقِيت الياءَ هَمْزةٌ، استَحبوا الفتحَ فيقولونَ: "إِنِيۤ أَعْلَمُ" ويجوز إعَلمُ لانه من عَلِمَ {غَيْبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} نَصبٌ بأَعلَم وكذا {مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} عطف عليه. {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ } {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ..} [34] خفض باللام الزائدة {ٱسْجُدُواْ} أمْر فلذلك حَذَفْتَ منه النون وضَممتَ الهمزة اذا ابتدأتها لانه مِنْ يَسْجُدُ. وروَى عن أبي جعفر أنه قرأ {لِلْمَلاَئِكَةُ اسْجُدُواْ} وهذا لحن لا يجوز. وأحسن ما قيل فيه ما رُويَ عن محمد بن يزيد قال: أحْسِبُ أنّ أبا جعفر كان يخفض ثمّ يشِمّ الضَّمّةَ ليدلّ على أنّ الابتداء بالضم كما يقرأ {وَغُيِض الماءُ} فيشير الى الضّمةِ لِيَدُلّ على أنه لما لم يُسَمّ فاعله {لادَمَ} في موضع خفض باللام الاّ أنه لا ينصرف {فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ} نصب على الاستثناء لا يجوز غيره عند البصريين لانه مُوجَبٌ، وأجاز الكوفيون الرفع. و "إِبْلِيسَ" اسم أعجمي فلذلك لم يُنَوَّنُ، وزعم أبو عبيدة أنّه عربي مُشْتَقّ من أبلَسَ الاّ أنه لم يَنصَرِفْ لانه لا نظير له. {أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ} أبَى يأبَى اباءاً، وهذا حرف نادر جاء على فَعَلَ يَفْعَلُ ليس فيه حرف من حروف الحَلق. قال أبو اسحاق: سمعتُ اسماعيل بن اسحاقَ يقول: القولُ فيه عندي أن الالف مضارعة لحروف الحلق. قال أبو جعفر: ولا أعلم أنّ أبا اسحاق رَوَى عن اسماعيل نَحْواً غيرَ هذا الحرف. {وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ} خفض بمن وفُتِحَتِ النون لالتقاء الساكنين. { وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ } {وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ..} [35] "أنت" توكيد للمضمر، ويجوز في غير القرآن على بُعْدٍ: قُمْ وزَيْدٌ {وَكُلاَ مِنْهَا} حُذِفت النون لأنه أمْرٌ وحُذِفَت الهمزة لكثرة الاستعمال فحذفها شاذ. قال سيبويه: ومن العرب من يقول: أُوْكُلْ فَيُتِمَّ. {رَغَداً} نعت لمصدر محذوف أي أكلاً رغداً. قال ابن كيسان: ويجوز أنْ يكون مصدراً في موضع الحال. {حَيْثُ شِئْتُمَا} "حَيْثُ" مبنية على الضم لأنها خَالَفَتْ اخواتها من الظروف في أنها لا تضاف فَأشْبَهَتْ قَبْل وبَعْدُ إذا أُفرِدتا فَضُمَّتْ. وحكى سيبويه: أنّ من العرب يفتحها على كل حال. قال الكسائي: الضَّمُّ لغة قيس وكنانة والفتح لغة بني تميم. قال الكسائي: وبنو أسد يَخْفِضُونَها في موضع الخفض وينصبونها في موضع النصب. قال {سَنَسْتدْرِجُهُمْ مِنْ حيث لا يَعْلمُونَ} ويضَمُّ ويُفْتَحُ ويقال: حَوَثُ، {وَلاَ تَقْرَبَا} نهي فلذلك حُذِفَتِ النون {هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ} في موضع نصب بتقربا والهاء في هذه بدل من ياء، الأصل هذِى، ولا اعلمُ في العربية هاء تأنيث مكسوراً ما قبلها الاّ هاء هذه، ومن العرب من يقول: هاتا هِندٌ ومنهم من يقول: هَاتِي هِندٌ. وحكى سيبويه، هذه هند باسكان الهاء/ 9/ ب {ٱلشَّجَرَةَ} نعت لهذه {فَتَكُونَا} جواب النهي منصوب على اضمار "أنْ" عند الخليل وسيبويه، وزعم الجرمي: أنّ الفاء هي الناصبة. ويجوز أنْ يكونَ "فَتَكُونَا" جزماً عطفاً على تقربا. { فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ } {فَأَزَلَّهُمَا..} [36] من أزلَلْتُهْ فزلَّ، وفأزالُهَما من أزلْتُه فَزالَ {ٱلشَّيْطَانُ} رفع بفعله {وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ} حُذِفَت الألف من اهبطوا لأنها الف وصل وحُذِفَت الألف من قلنا في اللفظ لسكونها وسكون الهاء بعدها. {بَعْضُكُمْ} مبتدأ {عَدُوٌّ} خبره والجملة في موضع نصب على الحال، والتقدير وهذه حالكم وحُذِفَتِ الواو لأن في الكلام عائداً كما يقال: رَأيتُكَ السّماءُ تَمْطُرُ عليكَ، ويقال: كيف قال "عَدُوٌّ" ولم يقل: اعداء؟ ففي هذا جوابان: أحَدُهُمَا أنّ بعضاً وكلاًّ يُخبَرُ عنهما بالواحد وذلك في القرآن قال الله جل وعز: {وكُلُّهُمُ آتيهِ يوم} وقال: {وكلٌ أتُوهُ داخِرينَ} والجواب الآخر أنَّ عدوّاً يُفْردُ في موضع الجمع. قال الله جل وعز {وهُم لكُم عدوّ بئسَ للظالمينَ} بمعنى أعداء {وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} مرفوع بالابتداء {وَمَتَاعٌ} عطف عليه. { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } {فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ..} [37] رفع بفعله {كَلِمَاتٍ} نصب بالفعل وقرأ الأعمش {فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ} مدغماً {إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} "هُوَ" رفع بالابتداء و "ٱلتَّوَّابُ" خبره والجملة خبر انّ، ويجوز أن يكون هو توكيداً للهاء، ويجوز أن يكونَ فاصلة، وحكى أبو حاتم: أنّ أبا عمرو وعيسى وطلحة قرءوا {إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ} مُدغَماً وانّ ذلك لا يجوز لأن بين الهاءين واواً في اللفظ لا في الخط. قال أبو جعفر: أجاز سيبويه انْ تحذف هذه الواو وانشَدَ: لَهُ زَجَلٌ كأنّهُ صَوتُ حادٍ * إذا طَلَبَ الوَسِيقَةَ أو زمِيرُ فعلى هذا يجوز الادغام. { قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } {قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً..} [38] نصب على الحال، وزعم الفراء أنهُ يقال: انّما خُوطِبَ بهذا آدم صلى الله عليه وسلم وابليس بعينه ويعني ذُرّيتهُ فكأنه خاطبهم كما قال: "قالتا أتينا طائِعينَ" أي أتَيْنا بما فينا، وقال غير الفراء: يكون مخاطبة لآدمَ عليه السلام وحواء والحية، ويجوز أن يكون لآدم وحواء لأن الاثنين جماعة، ويجوز أنْ يكونَ ابليس ضمَّ إليهما في المخاطبة {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم} "مَّا" زائدة، والكوفيون يقولون صلة، والبصريون يقولون: فيها معنى التوكيد "يَأْتِيَنَّكُم" في موضع جزم بالشرط والنون مؤكدة واذا دخلت "مَّا" شُبِهَتْ بلامِ القسم فحسن المجيء بالنون وجواب الشرط الفاء في قوله {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ} و "من" في موضع رفع و "تَبِعَ" في موضع جزم بالشرط {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} جوابه، وقال الكسائي في "فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ" جواب الشرطين جميعاً، وقرأ عاصم الجَحْدَرِي وعيسى وابن أبي اسحاق {فَمَن تَبِعَ هُدَىً} قال أبو زيد: هذه لغة هذيل يقولون: هُدَيّ وعَصَيَّ وأنشد النحويون: سَبقُوا هَويَّ وأعْنقوا لِهواهُمُ * فَتُخُرِّموا وَلِكُلّ جَنْبٍ مَصْرَعُ قال أبو جعفر: العلة في هذا عند الخليل وسيبويه وهذا معنى قولهما - أنّ سبيل ياء الاضافة أن يكْسرَ ما قبلَها فلما لم يجز أن تتحرك الألف جعل قبلها ياءاً عوضاً من التغيير. وقرأ الحسن وعيسى وابن أبي اسحاق {فَلاَ خَوْفَ عَلَيْهِمْ} والاختيار عند النحويين الرفع والتنوين لأن الثاني معرفة لا يكون فيه الاّ الرفع فاختاروا في الأول الرفع ايضاً ليكون الكلام من وجه واحد. {وَٱلَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُولَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } {وَٱلَّذِينَ..} [39] رفع بالابتداء {كَفَرواْ} من صلته {وَكَذَّبُواْ} عطف على كفروا {بِآيَاتِنَآ} خفض بالباء {أُولَـٰئِكَ} مبتدأ {أَصْحَابُ ٱلنَّارِ} خبره والجملة خبر الذين، {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ابتداء وخبر في موضع نصب على الحال. {يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّٰيَ فَٱرْهَبُونِ } {يَابَنِي..} [40] نداء مضاف علامة النصب فيه الياء وحُذِفَتْ منه النون للاضافة الواحد ابن والاصل فيه بَنَيٌ وقيل فيه بنو ولو لم يُحذَفْ منه لقيل بنا كما يقال: عَصَاً فمن قال: المحذوف منه واو احتَجَّ بقولهم: البُنُوّة وهذا لا حُجّة فيه لأنهم قد قالوا الفُتُوّةُ. قال أبو جعفر: سمعتُ أبا اسحاق/ 10 أ/ يقولَ: المحذوف منه عندي ياء كأنه من بَنَيتُ. {إِسْرَائِيلَ} في موضع خفض الاّ أنه لا ينصرف لِعُجُومَتِه ويقال: إسرائل بغير ياء وبهمزة مكسورة ويقال اسراأَل بهمزة مفتوحة، وتميم يقولون: اسرائينُ بالنون. {ٱذْكُرُواْ} حُذِفَت النون منه لأنه أمْر وحُذِفَت الألف لأنها الف وصل وضَمَمْتَها في الابتداء لأنه من يَذْكُرُ {نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي} بتحريك الياء أكثر في كلام العرب اذا لقِيَها الف ولام فإِن أسكنتَها حَذَفتها لالتقاء الساكنين.. "ٱلَّتِي" في موضع نصب نعت لنعمتي {أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} من صلتها {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ} أمرٌ {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} جواب الأمر مجزوم لأن فيه معنى المجازاة وقرأ الزُّهْرِي {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} على التكثير، ويقال: وَفَى بالعهد أيضاً {وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ} وقع الفعل على النون والياء وحذفت الياء لأنه رأس آية، وقرأ ابن أبي اسحاق {فارْهَبُوني} بالياء وكذا فاتّقُوني، "وَإِيَّايَ" منصوب باضمار فعل وكذا الاختيار في الأمر والنهي والنفي والاستفهام. { وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ } {وَآمِنُواْ..} [41] عطف {بِمَآ} خفض بالباء، {أَنزَلْتُ} صلته والعائد محذوف لطول الاسم أي بما أنزلْتُهُ {مُصَدِّقاً} على الحال {لِّمَا} خفض باللام {مَعَكُمْ} صلة لما {وَلاَ تَكُونُوۤاْ} جزم بلا فلذلك حذفت منه النون {أَوَّلَ} خبر تكونوا، ولم يُنَوّنُه لأنه مضاف ولو لم يكن مضافاً جاز فيه التنوين على أنه اسم ليس بنعتٍ، وجاز الضمّ بغير تنوين على أنه غاية، وجاز ترك التنوين على أنه نعت قال {كَافِرٍ} ولم يقل: كافرين، فيه قولان: زعمِ الاخفش والفراء أنه محمول على المعنى لأن المعنى أول من كَفَر به، وحكى سيبويه: هو أظرفُ الفتيان وأجملهُ لأنه قد كان يقول كأنه يقول: هو أظرفُ فتى وأجملُه، والقول الآخر أنّ التقدير: ولا تكونوا أولَ فريق كافر به، والإِمالة في كافر لغة تميم، وهي حسنة لأنه مخفوض والراء بمنزلة حرفين وليس فيه حرف مانع والحروف الموانع الخاء والغين والقاف والصاد والضاد والطاء والظاء. قال أبو جعفر: وفي "أَوَّلَ" من العربية ما يلطف ونحن نشرحه إنْ شاء الله. "أول" عند سيبويه مما لم يُنْطَقْ منه بفعل وهو على أفْعلَ عينه وفاؤه واو. وانما لم يُنْطَقْ منه بفعل عنده لئلا يعتل من جِهَتَينِ وهذا مذهب البصريين، وقال الكوفيون: هو من وألَ، ويجوز أن يكون من أال فإذا كان من وألَ فالأصل فيه أوْأَلُ ثم خفّفت الهمزة فَقُلت: أول كما تُخَفّفُ همزة خطيئة فتقول: خطيّة وان كان من أال فالأصل فيه: أاولُ ثم أبدَلْتَ من الألف واواً لأنه لا ينصرف. { وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } {وَلاَ تَلْبِسُواْ..} [42] نهيٌ فلذلك حُذِفَتْ منه النون {ٱلْحَقَّ} مفعول {بِٱلْبَاطِلِ} خفض بالباء {وَتَكْتُمُواْ} عطف على "تشتروا" وانْ شئتَ كان جواباً للنهي في موضع نصب على اضمار أنْ عند البصريين، والتقدير لا يكُنْ منكم أنْ تشتروا وتكتموا، والكوفيون يقولون: هو منصوب على الصَّرف، وشرحه أنه صُرِف عن الاداة التي عمِلَت فيما قَبلهُ ولم يُستأنفَ فَيُرفَعَ فلم يبقَ إلاّ النَّصْبُ فَشُبِّهتِ الواو والفاء بِكي فَنَصَبْتَ بها كما قال: لا تَنْه عن خُلُقٍ وتَأتِي مِثْلَهُ * عارٌ عليك إذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ {وَأَنْتُمْ} مبتدأ {تَعْلَمُونَ} فعل مستقبل في موضع الخبر والجملة في موضع الحال. {وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ} {وَأَقِيمُوا..} [43] أمرٌ وكذا {وَآتُواْ} {وَٱرْكَعُواْ}. { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } {أَتَأْمُرُونَ..} [44] فعل مستقبل {وَتَنْسَوْنَ} عطف عليه {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} مثله. {وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ} {وَٱسْتَعِينُواْ..} [45] أمرٌ {بِٱلصَّبْرِ} خفض بالباء قال أبو جعفر: وقد ذكرنا فيه أقوالاً في الكتاب الذي قبل هذا، وأصحُّها أن يكون الصبر عن المعاصي ويكون {وَٱلصَّلاَةِ} مثل قوله {وَجِبريلَ ومِيكَالَ} [يقال] فلانٌ صابرٌ؛ أي عن المعاصي فإذا صبَّر عن المعاصي فقد صبّرَ على الطاعة وقال جل وعز {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ولا يقال لمن صَبَرَ على المصيبة: صابر انّما يقال: صابر على كذا فإِذا قلت: صابر مطلقاً فهو على ما ذكرنا {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} اسم "انّ" وخبرها، ويجوز/ 10/ ب في غير القرآن وانه، ويجوز وانهما.
{ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ } {ٱلَّذِينَ..} [46] في موضع خفض على النعت للخاشعين {يَظُنُّونَ} فعل مستقبل، وفتحت "أنّ" بالظن واسمها الهاء والميم والخبر {مُّلَٰقُواْ} والأصل ملاقون لأنه بمعنى تلاقون حَذَفت النون تخفيفاً {وَأَنَّهُمْ} عطف على الأول، ويجوز "وانّهم" بِقَطْعِهِ مما قبله. { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } {.. يَوْماً..} [48] منصوب باتقوا، ويجوز في غير القرآن "يَوْمَ لاَّ تَجْزِي" على الاضافة. وفي الكلام حذف بين النحويين فيه اختلاف قال البصريون: التقدير يوماً لا تَجْزِي فيه نفس عن نفس شيئاً، ثم حَذَفَ "فيه" قال الكسائي: هذا خطأ لا يجوز حذف "فيه" ولو جاز هذا لجاز: الذي تَكَلمْتُ زيد، بمعنى تكلمتُ فيه، قال: ولكن التقدير واتقوا يوماً لا تجزيه نفس، ثم حَذَف الهاء، وقال الفراء: يجوز أن تحذِف "فيه" وأن تحذف الهاء، قال أبو جعفر: الذي قاله الكسائي لا يَلزَمُ لأن الظروف يُحذَفُ منها ولا يُحذَفُ من غيرها. تقول: تكلّمتُ في اليوم وكلمت وتكلّمت اليومَ. هذا احتجاج البصريين. فأما الفراء فردّ على الكسائي بأنْ قال: فإِذا قلتُ: كَلّمتُ زيداً وتكلّمتُ في زيد، فالمعنيان مختلفان فلهذا لم يَجز الحذف فَينقلِبَ المعنى والفائدة في الظروف واحدة، وهذه الجملة في موضع نصب عند البصريين على نعت لليومِ، ولهذا وجَبَ أنْ يَعُودَ عليه ضمير، وعند الكوفيين صلة {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} ويجوز "تُقْبَلُ" بالتاء لأنّ الشفاعة مؤنثة وانّما حَسَنُ تذكيرها لأنها بمعنى التّشفّع كما قال: إنّ السماحَةَ والمُرُوءةَ ضُمّنا * قَبَراً بِمَرْوَ على الطريقِ الواضِحِ وقال الأخفش: حَسُنَ التذكير لأنك قد فَرقتَ. قال سيبويه: وكُلّما طال الكلام فهو أحْسَنُ وهو في الموات أكثر فرقوا بين الحيوان والموات كما فرقوا بين الادميّينَ وغيرهم في الجمع. {شَفَاعَةٌ} اسم ما لم يُسَمَّ فاعله وكذا {عَدْلٌ} {وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ} ابتداء وخبر. { وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم..} [49] "إِذْ" في موضع نصب عطفاً على {اذكُرُوا نعْمتِي} {مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ} قال الكسائي: انّما يُقَالُ: آلُ فلانٍ وآل فلانة، ولا يقال في البُلدان لا يقال: هو من آل حِمصَ ولا من آل المدنية، قال: انّما يُقَالُ في الرئيس الاعظم نحوُ آل مُحمدٍ عليه السلام اهل دينه واتباعه، وآل فرعون لأنه رئيسُهُم في الضلالة، قال: وقد سمعناه في البلدان قالوا: أهل المدينة وآل المدينة، قال أبو الحسن بن كيسان: إذا جَمَعْتَ آلاً قُلتَ: آلونَ فإِنْ جمعتَ آلا الذي هو بمنزلة السراب قلتَ: أوآلٌ مثل مال وأموال. قال أبو جعفر: الأصل في آل أهل ثم أبْدِل من الهاء ألف فإِن صغّرتَ ردَدْتَهُ الى أصله فقلت أُهَيْلٌ. {فِرْعَوْنَ} في موضع خفض إلاّ أنه لا ينصرف لعجمته. قال الأخفش: {يَسُومُونَكُمْ} في موضع رفع على الابتداء، وان شئتَ كان في موضع نصب على الحال أي سائمين لكم. قرأ ابن مُحَيْصنٍ {يَذْبَحُونَ أبناءكم} والتشديد أبلغ لأن فيه معنى التكثير {وَيَسْتَحْيُونَ} عطف {وَفِي ذَلِكُمْ بَلاۤءٌ} رفع بالابتداء {عَظِيمٌ} من نعته.
{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ }
{وَإِذْ فَرَقْنَا..} [50] في موضع نصب، وحكى الأخفش {فَرّقنا} {البَحَر} مفعول.
{ وَإِذْ وَٰعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَٰلِمُونَ }
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ..} [51] وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر وشَيْبَةُ {وإذ وَعَدْنَا} بغير ألف وهو اختيار أبي عُبَيْدٍ وأنكر "وَاعَدْنَا" قال: لأن المواعدة انما تكون من البشر، فأما الله جل وعز فإِنما هو المُنْفرِد بالوعد والوعيد. على هذا وجدنا القرآن كقوله: {وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحقّ} وقوله: {وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا وعملُوا الصَّالِحَاتِ} وقوله {وإذ يَعِدُكم الله احدَى الطائِفَتَيْنِ أنّها لكُم}. قال أبو جعفر: قد ذكرنا قول أبي اسحاق في الكتاب الذي قِيْلَ هذا. وكلام أبي عُبَيد هذا غلطَ بيّن لأنه أدخل باباً في بابٍ وأنكَرَ ما هو أحْسَنُ وأجود و "وَاعَدْنَا" أحسن وهي قراءة مجاهد والأعرج وابن كثير ونافع والأعمش وحمزة/ 11/ أ والكسائي، وليس قوله سبحانه: {وَعَدَ الله الذين آمَنُوا} من هذا في شيء، لأن "وَاعَدْنَا مُوسَىٰ" انما هو من باب الموافاة وليس هو من الوَعْدِ والوعيدِ في شيء وانما هو من قول: مَوْعِدُكَ يوم الجمعة، وموعدك موضع كذا، والفصيح في هذا ان يقال: واعدتُهُ. {مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} مفعولان. قال الأخفش: التقدير وإذ واعَدنَا موسى تمام أربعين لَيلةً ثم حَذَفَ كما قال: {وسْئَل القريةَ}. {ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ} بالادغام، وانْ شئتَ أظهرتَ لأن الذال مجهورة والتاء مهموسة فالاظهار حَسَنٌ، وانّما جاز الادغام لأن الثاني بمنزلة المنفصل.. "ٱلْعِجْلَ" مفعول أول والمفعول الثاني محذوف.
{ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
{ثُمَّ عَفَوْنَا..} [52] "ثُمَّ" تدل على أن الثاني بعد الأول ومع ذلك تراخ، وموضع النون والألف رفع بالفعل.
{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
{وَإِذْ آتَيْنَا..} [53] بمعنى أعطينا {مُوسَى ٱلْكِتَابَ} مفعولان {وَٱلْفُرْقَانَ} عطف على الكِتاب. قال الفراء: وقُطْربٌ: يكون "وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ" أي التّوراة، ومحمداً صلى الله عليه وسلم الفرقانَ. قال أبو جعفر: هذا خطأ في الاعراب والمعنى أما الاعراب فإن المعطوف على الشيء مثله وعلى هذا القول يكون المعطوف على الشيء خِلافَهُ، وأما المعنى فقد قال فيه جل وعز: {ولقد آتينا موسى وهارونَ الفرقانَ}. قال أبو اسحاق: يكون الفرقانُ هذا الكتابَ أعِيدَ ذكرُهُ وهذا أيضاً بَعِيدٌ انما يَجيء في الشعر كما قال: * وألفَى قولَهَا كَذباً ومَيْنَا * وأحْسنُ ما قيل في هذا قول مجاهدٍ: فرقاناً بينَ الحق والباطل الذي علمه إيّاه.
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ }
{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ..} [54] حُذِفَتِ الياء لأن النداء موضع حذف والكسرة تَدلُّ عليها وهي بمنزلة التنوين فَحَذفتَها كما تحذف التنوين من المفرد، ويجوز في غير القرآن إثباتُها ساكنة فتقول: "يا قَومي" لأنها اسم وهي في موضع خفض، وانْ شئت فتحتها، وان شئت ألحقتَ معها هاءاً فقلت: يا قَوميهْ. وإن شئت أبدلتَ منها ألفاً لأنها أخفّ فقلتَ: يَا قَومَا، وإن شئت قلت: يا قَومُ بمعنى يا أيها القومُ وان جعلتهم نكرةً نصبتَ ونونتَ. {إِنَّكُمْ} كسرت انّ لأنها بعد القول فهي مبتدأة {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} اسْتُغْنِيَ بالجمع القليل عن الكثير والكثير نفوس {بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ} مفعول أي بأن اتخذتم العجل والكاف والميم في موضع خفض بالاضافة وهما في التأويل في موضع رفع. {فَتُوبُوۤاْ} أمرٌ {إِلَىٰ بَارِئِكُمْ} خفض بإِلى، وروِي عن أبي عمرو باسكان الهمزة من {بَارِئكُمْ} وروى عنه سيبويه باختلاسِ الحركةِ. قال أبو جعفر: أما اسكان الهمزة فَزعَمَ أبو العباس أنه لَحْنُ لا يجوز في كلام ولا شعر لأنها حرف الاعراب، وقد أجاز ذلك النحويون القدماء الأئمة وأنشدُوا: * إذَا اعوَجَجْنَ قُلْتُ صاحِبْ قَوّمِ * ويجوز {إِلَىٰ بَارِيكُمْ} تبدل من الهمزة ياءاً. {إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} الهاء اسم "انّ" وهو مبتدأ و "ٱلتَّوَّابُ" الخبر والجملة خبر انّ، وإنْ شئت كانت "هو" زائدة، وان شئت كانت توكيداً للهاء "ٱلتَّوَّابُ" خبر "ان" و "ٱلرَّحِيمُ" من نعته.
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ }
{وَإِذْ قُلْتُمْ..} [55] معطوف {يَامُوسَىٰ} نداء مفرد {جَهْرَةً} مصدر في موضع الحال يقال: رأيت الأمير جهاراً أو جَهْرةً. أي غير مستتر بشيء ومنه: فلانٌ يُجاهرُ بالمَعَاصي أي لا يستتر من الناس {فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّاعِقَةُ} رفع بفعلها {وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} في موضع الحال أي ناظرين.
{ ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٱكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم..} [56] موضع النون والألف رفع بالفعل والكاف والميم نصب الفعل. قال الأخفش سعيد: واحد {ٱلْغَمَامَ} [57] غمامة كسحابةٍ وسَحَاب. قال الفراء: يجوز غمائم {وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ} نصب بوقوع الفعل عليه {وَٱلسَّلْوَىٰ} عطف ولا يَتَبَيّنُ فيه الاعراب لأنه مقصور وَوَجَبَ هذا في المقصور كلّه لأنه لا يخلو من أن يكون في آخره ألف. قال/ 11/ ب الخليل: والألف حرف هوائي لا مستقر له فأشبه الحركة فاستحالت حركته، وقال الفراء: لو حُرِّكَت الألف لصارتْ همزة. قال الأخفش: {ٱلْمَنَّ} جمع لا واحد له مثل الخير والشر و {ٱلسَّلْوَىٰ} لم يسمع له بواحد ولو قيل: على القياس لكان يقال: في واحدة سلوى كما يقال: سُمَانى وشُكَاعى في الواحد والجميع. {كُلُواْ} أمر {مِن طَيّباتٍ} خفض بمن {مَا رَزَقْنَاكُمْ} خفض بالاضافة. { وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } {وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ..} [58] حذفت الألف من "قُلْنَا" لسكونها وسكونِ الدالِ بَعْدَهَا والألف التي يُبْتَدَأُ بها قبل الدال ألف وصل لأنها من يدخل، {فَكُلُواْ} عطف عليه، {رَغَداً} نعت لمصدر محذوف أي أكلاً رغداً، ويجوز أنْ يكون في موضع الحال، {وَٱدْخُلُواْ} عطف، {سُجَّداً} نصب على الحال. {وَقُولُواْ} عطف {حِطَّةٌ} على اضمار مبتدأ. قال الأخفش: وقُرِئت {حِطَّة} نصباً على أنها بدل من الفعل. قال أبو جعفر: الحديث عن ابن عباس أنهم قِيلَ لهم: "قولوا لا إله إلا اللهُ" وفي حديث آخر عنه قيل لهم: "قُولُوا مغفرة" تفسير للنصب أي قولوا شيئاً يحطّ عنكم ذنوبكم كما تقول: قُلْ خيراً. وحديث ابن مسعود "قالوا حطةٌ" تفسير على الرفع وهو أولَى في اللغة والأئمة من القراء على الرفع، وانما صار أولَى في اللغة لما حُكِي عن العرب في معنى بدّلَ قال أحمد بن يحيى: يقال: بَدّلتُ الشيء. أي غَيّرتُهُ ولم أزِلْ عَينَهُ وأبدلتُهُ أزلتُ عينَهُ وشَخصَهُ كما قال: وقال الله جل وعز {قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ}. { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } {فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ..} [59] في موضع رفع بالفعل {قَوْلاً} مفعول، {غَيْرَ ٱلَّذِي} نعت له. وقرأ الأعمش {يَفسِقُونَ} بكسر السين يقال: فَسَقَ يَفْسِقُ فهو فاسق عن الشيء إذا خرج عنه، فإذا قلتَ: فاسق ولم تقلّ عن كذا فمعناه خارج عن طاعة الله جل وعز. وفي {نَغْفِرْ لكُم خَطَايَاكُم} كلامٌ يغمض من العربية سنشرحه انْ شاء الله فمن ذلك قولُ الخليل رحمه الله: الأصل في جمع خَطيئَةٍ أنْ تقولَ: خَطَايِيء ثم قُلِبَ فقِيلَ: خَطَاءي بهمزة بعدها ياء ثم تبدل من الياء ألفاً بدلاً لازماً فتقول: خطاءَى وقد كان هذا البدل يجوز في غير هذا القول: عَذَارى إلاّ أنه زعم ههنَا تخفيفاً فَلمّا اجتمعت ألفان بينهما همزة والهمزة من جنس الألف صِرتَ كأنك قد جَمَعْتَ بين ثلاث ألفاتٍ فأبْدَلْتَ من الهمزة ياءاً فقلت: خَطَايَا. وأمّا سيبويه فمذهبه أنّ الأصل خَطَايِئُ مثل الأول ثم وجب عنده أن تَهْمِزَ الياء كما همزتها في مدائن فتقول: خَطَائئُ ولا تجتمع همزتان في كلمة فأبدلت من الثانية ياء فقلت: خَطَاءي ثم عملت كما عملت في الأول. وقال الفراء: خَطَايَا جمع خَطِيّةٍ بلا همز كما تقول: هَدِيّة وهدايا قال: ولو جمعت خَطِيئَة مهموزة لقلت خَطَاءِيءُ. وقال الكسائي: لو جمعتها مهموزة لأدغمتَ الهمزة في الهمزة كما قلت دَوَابّ وقرأ مجاهد {تُغْفَرْ لكُم خَطَايَاكم} فأنّثَ على الجماعة وقرأ الحسن وعاصم الجَحْدَرِي {تُغْفَر لكم خَطِيئَتَكُمْ} والبيّنُ {نَغْفِرْ لكم} لأن بعده {وسَنَزِيدُ} بالنون وخطاياكم اتباعاً للسواد وانّه على بابه.
{ وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } {وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ..} [60] كسرت الذال لالتقاء الساكنين و "إذْ" غير مُعْرَبةٍ لأنها بمنزلة "في" انها اسم لا تَتِمّ إلاّ بما بَعْدَها {فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً} "ٱثْنَتَا" في موضع رفع فانفجرت وعلامة الرفع فيها الألف وأعْرِبَت دون نظايرها لأن التثنية معربة أبداً لصحة معناها "عَيْناً" نصبٌ على البيان وقرأ مجاهد وطلحة وعيسى {ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً} وهذه لغة بني تميم وهذا من لغتهم نادر لأن سبيلهم التخفيف، ولغة أهل الحجاز {عَشْرَةَ} وسبيلهم التثقيل، {وَلاَ تَعْثَوْاْ} نهي فلذلك حُذِفَت/ 12/ أ منه النون وهو من عَثى يَعْثَى. { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } {وَإِذْ قُلْتُمْ..} [61] عطف {يَامُوسَىٰ} نداء مفرد {لَن نَّصْبِرَ} نصبٌ بلن {عَلَىٰ طَعَامٍ} خفض بعلى {وَاحِدٍ} من نعته {فَٱدْعُ} سؤال بمنزلةِ الأمر، فلذلك حُذِفَتْ منه الواو ولغة بني عامر "فَٱدْعِ لَنَا" بكسر العين لالتقاء الساكنين {يُخْرِجْ لَنَا} جزم لأنه جواب الأمر، وفيه معنى المجازاة {مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ} قال الأخفش: "مِن" زائدة. قال أبو جعفر: هذا خطأ على قول سيبويه لأن "مِنْ" [لا] تزاد عنده في الواجب وانّما دعا الاخفش الى هذا أنه لم يجد مفعولاً ليخرج فأرادَ أن يجعلَ ما مفعولاً. والأولى أنْ يكونَ المفعول محذوفاً دلّ عليه سائر الكلام والتقدير: يخرج لنا مما تُنبِتُ الأرض مأكولاً {مِن بَقْلِهَا} بدل باعادة الحروف {وَقِثَّآئِهَا} عطف. وقرأ طلحةُ ويَحيى بنُ وثّاب {وَقُثَّآئِهَا} بضَمّ القاف وتقول في جمعها: قَثَائيّ مثل علباء وعَلابيّ. إلاّ أنّ قثّاءً من ذوات الهمزة يقال: أقثأتُ القومِ. قال أبو جعفر: سمعت علي بن سليمان يقول لا يصح عندي في {أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ} إلاّ أنْ يكونَ من ذوات الهمز من قولهم: دَنيءٌ بَيّنُ الدَنَاءَة، ثم أبدلت الهمزة. قال أبو جعفر: هذا الذي ذكرنا انما يجوز في الشعر ولا يجوز في الكلام فكيف في كتاب الله جل وعز. قال أبو اسحاق: هو من الدنو أي الذي هو أقرب من قولهم ثَوبٌ مُقارِبٌ أي قليل الثمن. قال أبو جعفر: وأجود من هذَينِ القولينِ أنْ يكونَ المعنى - والله أعلم - أتستبدِلونَ الذي هو أقرب اليكم في الدنيا بالذي هو خير لكم يوم القيامة لأنهم اذا طلبوا غير ما أمِرُوا بقبوله فقد استَبدَلوا الذي هو أقرب اليهم في الدنيا مما هو خير لهم لما لهم فيه من الثواب {ٱهْبِطُواْ مِصْراً} نكرة. هذا أجود الوجوه لأنها في السواد بألفٍ، وقد يجوز أن تُصْرفَ تُجْعَلُ اسماً للبلاد وانما اخترنا الأول لأنه لا يكادُ يقال مثل مصر بلادٌ ولا بَلدٌ وانما يقال لها: بلدة وانما يسْتَعْمَلُ بلاد في مثل بلاد الروم. وقال الكسائي: يجوز أن تصرف مصر وهي معرفة لخفَّتها يريد أنها مثل هند. وهذا خطأ على قول الخليل وسيبويه والفراء، لأنك لو سَمّيْتَ امرأة بزيد لم تصرف، وقال الكسائي: يجوز أن تصرفَ مِصْر وهي معرفة لأن العرب تصرف كل ما لا ينصرف في الكلام الا أفعَلَ مِنكَ. {فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ} "مَّا" نصب بانّ {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ} اسم ما لم يُسَمّ فاعله {وَٱلْمَسْكَنَةُ} عطف وقد ذكرنا الهمز في {ٱلنَّبِيئينَ} في الكتاب الذي قبل هذا {ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ} قال الأخفش: أي بِعصيَانِهِمْ {وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} عطف عليه. { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } {إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ..} [62] اسم "إنَّ" آمنوا صلته {وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ} عطف كلّهُ {مَنْ آمَنَ} مبتدأ وآمن في موضع جزم بالشرط والفاء الجواب، وخبر المبتدأ {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} والجملة خبر إنّ والعائد على الذينَ من الجملة محذوف أي من آمن منهم. وقرأ الحسن البَصرِيّ {وَلاَ خَوْفَ عَلَيْهِمْ} على التبرئة والرفع على الابتداء أجود، ويجوز أن تجعل "لاَ" بمعنى ليس فأما {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} فلا يكون إلاّ بالابتداء لأن "لا" لا تعمل في معرفة. | |
|
viper boy المشرف العام
الهواية : الهواية : الهواية : علم الدولة والجنسية : ص * المهنة : عدد المساهمات : 19 نقاط : 73 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 24/01/1996 تاريخ التسجيل : 01/12/2009 العمر : 28 الموقع : https://el00m.yoo7.com/ العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: رد: اعراب سورة البقرة من الآية 31الى 62 الخميس ديسمبر 10, 2009 4:15 pm | |
| الـــــــــــــــــــــــــــف شـــــــــــــكـــــــــــــــــر عــــلـــــــي الـــــــــــــــــمــــــــوضــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــف شـــــكــــــــر عـــــــــــــلي الـــــــــــــــــــمـــــوضــــــــــــوع الــــــــــــــــف شـــــــــــكـــــــــر عــــــــلـــــــــي الــــــمــــوضـــــوع الــــــــــــف شــــــــكـــــر عــــــلـــــــــــي الـــمــــوضـــوع الـــــــف شــــــكــــر عــــــــلــــــي الــمـــوضــوع الـــف شـــــكر عــــــلـــــي الـمـوضــوع الـف شـكـر عـلـي الـمـوضـوع الف شكر علي الموضوع | |
|
EGY__BASHA المشرف العام
الهواية : الهواية : الهواية : علم الدولة والجنسية : ص * المهنة : عدد المساهمات : 64 نقاط : 120 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 01/10/1994 تاريخ التسجيل : 05/12/2009 العمر : 30 الموقع : مجهول هههههههههه العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: رد: اعراب سورة البقرة من الآية 31الى 62 الأحد ديسمبر 27, 2009 2:18 pm | |
| الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف شكر | |
|